فوضى
.
.
أنظر...
لا تُصغِ له...
فالنبضُ
هناك
يصعدُ كسلّمٍ
من دخانِ الزئبق،
انظرْ إليه...
كأنه يتدلّى
من كوكبٍ بعيد،
يعزف على أوتارِ الريح
في مدارٍ مُعطّل.
لا تُخبره بشيء،
فصوتُك
يتحللُ في أذنيه
كقطيعِ نملٍ من الضوء،
هو اجتياحٌ صامت
فوضويّ،
يملأُ الغرفةَ
بطنينِ أعضائه المنفلتة،
وجُزيئاته
تتبخّرُ في كأسٍ
من نبيذٍ بطعم النّدم،
رمادهُ يرقصُ عاليا
في فراغِ الليل.
ها هو لك،
هو طيفٌ لا يُرى،
عيناهُ
أسرابُ طيورٍ مهاجرة
تبحثُ عن مجرّةٍ
تنامُ فيها الموسيقى
وتحلم،
أصابعه
فراشاتٌ طفوليّة
تُشعلُ الوتر
ثم تهربُ
من وهجِ العزف.
إنه شرارةٌ مُرتويةٌ من حنينِ الجمر،
يشتعلُ...
ولا يلتفت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق