🟡 الرسائل الليلية (قصة قصيرة)

.

 الرّسائل اللّيليّة

.

في ليلة باردة من ليالي الشتاء، جلست "ليلى" بجوار النافذة التي تطل على شارع هادئ يغلفه السكون. كانت الأضواء الخافتة من أعمدة الإنارة تضفي على المكان غموضًا خاصًا، بينما كانت زخات المطر الخفيفة تطرق الزجاج كأنها همسات غامضة. أمضت ليلى يومها كالمعتاد، منشغلة بعملها الروتيني، ولم تكن تتوقع أن حياتها ستنقلب رأسًا على عقب في تلك الليلة.
عندما دقت الساعة منتصف الليل، رن هاتفها بإشعار جديد. فتحت الرسالة، فوجدتها من رقم مجهول. لم تكن الرسالة طويلة، بل كانت كلماتها مختصرة وغامضة:
"غدًا، في تمام الساعة التاسعة صباحًا، ستسقط مزهرية زرقاء من الطابق الثالث."
ابتسمت ليلى بسخرية. "لعبة سخيفة من أحدهم!"، فكرت في نفسها، ثم أغلقت الهاتف وأطفأت الأنوار، محاولة أن تتجاهل ما حدث.
في صباح اليوم التالي، وبينما كانت تسير إلى عملها، توقفت عند إشارات المرور بالقرب من مبنى قديم. فجأة، سمعت صوت ارتطام قوي، وعندما رفعت رأسها، رأت شظايا مزهرية زرقاء متناثرة على الأرض أمامها مباشرة. تجمدت في مكانها، وعاد شريط الرسالة إلى ذهنها. "هل يمكن أن يكون ما حدث مجرد صدفة؟"
مع حلول الليل، جلست ليلى على سريرها وهي تتأمل هاتفها. في تمام منتصف الليل، وصلتها رسالة جديدة من نفس الرقم: "غدًا، الساعة الرابعة مساءً، ستقابلين شخصًا يحمل حقيبة سوداء."
بدأ قلبها ينبض بسرعة. هل ستتجاهل هذه الرسالة أيضًا؟ قررت هذه المرة أن تراقب الوضع بحذر.
وفي اليوم التالي، خرجت من مكتبها عند الثالثة والنصف، وجدت نفسها تنظر للمارة من حولها بقلق وتأهّب كلما مرت بجانب أحدهم. وعند الساعة الرابعة تمامًا، اصطدمت بشاب يحمل حقيبة سوداء عند مدخل مقهى. نظر إليها معتذرًا وسأل: "هل أنت بخير؟" لكنها لم ترد، بل اكتفت بالتحديق فيه قبل أن تهرب مسرعة.
تكررت الرسائل الليلية، وكل واحدة منها كانت تحمل حدثًا صغيرًا لكنه واقعي ومحدد. ومع مرور الأيام، بدأت ليلى تشعر بثقل الرسائل وكأنها تُساق إلى لعبة لا تفهم قواعدها.
ذات ليلة، وبعد أسبوعين من الرسائل، وصلتها رسالة مختلفة عن سابقاتها: "غدًا، الساعة الثانية عشرة ظهرًا، ستتخذين قرارًا يغير حياتك."
لم تستطع النوم تلك الليلة. كانت تطرح آلاف الأسئلة: ما القرار؟ ومن يرسل هذه الرسائل؟ ولماذا؟
في اليوم التالي، وبينما كانت تعمل في مكتبها، جاءها عرض عمل مفاجئ من شركة كبرى في مدينة أخرى. كان العرض مغريًا، لكنه يعني ترك كل ما تعرفه والبدء من جديد. تذكرت الرسالة وشعرت أن عليها اتخاذ القرار. بعد ساعات من التفكير، قبلت العرض.
وفي تلك الليلة، لم تصل أي رسالة. انتظرت ليلى حتى منتصف الليل، ولكن هاتفها ظل صامتًا. شعرت بفراغ غريب، وكأن الرسائل كانت نافذتها إلى شيء أكبر من الحياة العادية.
مرت أشهر، ولم تعد الرسائل تظهر، لكن حياتها تغيرت كليًا.
.

🟡 همس في الظلام (قصة قصيرة)

.

همس في الظلام

.
في زاوية هادئة من المدينة، كان "سامر" يعيش وحيدًا في شقة صغيرة بالكاد تتسع لأثاثها القديم. كان شخصًا عاديًا، لا يملك أصدقاء كثيرين ولا يلفت الانتباه. لكن شيئًا ما تغيّر في حياته قبل شهر، حين بدأ يسمع صوتًا في رأسه.
كان الصوت ناعمًا، عميقًا، ومن المستحيل تجاهله. في البداية، كان يظهر في لحظات عشوائية، وكأنه فكرة شاردة تنبعث من عقله. قال له الصوت ذات مرة: "لا تنسَ أن تغلق النافذة الليلة."
ظن سامر أن الأمر محض تخيّل، لكن في تلك الليلة بالذات هبت عاصفة شديدة، وكان من الممكن أن تسبب النافذة المفتوحة كارثة. شعر بشيء يشبه الامتنان لذلك الصوت، ولكنه لم يستطع فهم مصدره.
مع مرور الأيام، بدأت تلك الهمسات تتكرر. لم تكن توجيهات الصوت غريبة أو خطيرة في البداية. طلب منه الصوت أن يغير طريقه المعتاد إلى العمل في أحد الأيام. وعندما فعل، علم لاحقًا أن حادث سير قد وقع في الطريق الذي كان يسلكه عادة، مات فيه أربع أشخاص.
بدأ سامر يشعر وكأن الصوت يحميه، لكنه لم يجرؤ على التحدث عنه مع أحد. كان يخشى أن يظنه الآخرون مجنونًا.
---
مع الوقت، تغيرت طبيعة الهمسات. أصبحت أكثر إلحاحًا، وأحيانًا غامضة. ذات ليلة، عندما كان سامر جالسًا في شرفته الصغيرة يتأمل أضواء المدينة، قال له الصوت: "اذهب الآن إلى الحديقة خلف المبنى."
تردد سامر، لكنه لم يستطع تجاهل الأمر. ارتدى معطفه واتجه إلى الحديقة التي كانت فارغة في هذا الوقت من الليل. لم يكن هناك شيء غير طبيعي. كانت الأضواء خافتة، والأشجار ساكنة تحت ضوء القمر. لكن حين همّ بالعودة، لمح شيئًا يلمع في الظلام.
اقترب ببطء ليجد حقيبة صغيرة مدفونة جزئيًا في التراب. فتحها ليجد داخلها مبلغًا ضخمًا من المال. شعر بالدهشة والرهبة في آن واحد، لكنه لم يجرؤ على لمس المال.
"خذه، فهو لك." قال الصوت بثقة.
ارتجف سامر وتساءل بصوت مرتجف: "من أنت؟ ولماذا تساعدني؟"
لكن الصوت لم يردّ.
---
منذ تلك الليلة، بدأ سامر يشعر بثقل غريب. المال الذي أخذه أنقذه من ديونه، ولكنه أدرك أن الصوت لم يعد مجرد حامي. أصبح الصوت يأمره بأشياء أكثر غرابة. طلب منه مراقبة جيرانه، ثم التسلل إلى شقة أحدهم ليلاً.
"افعل ذلك، ولن تُكشف أبدًا."
كانت الأوامر تتصاعد في خطورتها، وسامر يجد نفسه عاجزًا عن المقاومة. كأن الصوت يمتلك قوة خفية تسلبه إرادته.
وذات ليلة، طلب الصوت منه شيئًا فظيعًا: "اذهب إلى الجسر عند منتصف الليل. هناك ستجد رجلًا ينتظر. ادفعه."
شعر سامر بالرعب. "لماذا؟ لا أستطيع فعل ذلك!"
لكن الصوت رد بحدة لم يعهدها من قبل: "إذا لم تفعل، سأتركك. وستعيش بقية حياتك خائفًا، وحيدًا، وبلا حماية."
---
عند منتصف الليل، وقف سامر على الجسر. كان الرجل هناك، ينظر إلى المياه المتلألئة أسفل الجسر. اقترب سامر ببطء، ويداه ترتجفان.
في تلك اللحظة، صرخ في داخله: "من أنت؟ ماذا تريد مني؟"
لكن الصوت لم يجب. بدلاً من ذلك، شعر وكأن شيئًا داخله ينفجر. الألم كان لا يطاق، والصوت يصرخ بداخله كأنه يحاول تمزيق عقله.
سقط سامر على ركبتيه، وبدأ يصرخ في الظلام. حين رفع رأسه، كان الرجل قد اختفى. لم يكن هناك أحد، لا صوت، لا أوامر. كان وحيدًا أخيرًا.
منذ ذلك اليوم، إختفى الصوت تماما من حياته.
.

🔴 Bacha Bazi: Le phénomène, ses racines et les solutions possibles

Bacha Bazi: Le phénomène, ses racines et les solutions possibles . . Qu’est-ce que le Bacha Bazi ?   Le Bacha Bazi, qui signifie en persan «...