🔴 الباشابازي: الظاهرة، الجذور، والحلول الممكنة (مقال)

.

الباشابازي: الظاهرة، الجذور، والحلول الممكنة


.

ما معنى الباشابازي؟

الباشابازي، التي تعني باللغة الفارسية "لعب الفتيان"، هي ظاهرة اجتماعية وثقافية متجذرة في بعض المناطق الأفغانية، حيث يُجبر الأطفال الذكور، عادة الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عامًا، على الرقص أمام الرجال البالغين في تجمعات خاصة. لا يقتصر الأمر على الرقص فقط، بل يُجبر هؤلاء الفتيان في بعض الحالات على تقديم خدمات جنسية، مما يجعلها شكلاً من أشكال الاستغلال الجنسي للأطفال.


الجذور التاريخية والثقافية:
الباشابازي ليست ظاهرة جديدة في أفغانستان؛ فقد تعود جذورها إلى قرون مضت، حيث كانت تُعتبر شكلاً من أشكال الترفيه بين الطبقات الأرستقراطية والحكام. ومع ذلك، فقد انحرفت الظاهرة عبر الزمن لتصبح وسيلة للاستغلال الجنسي للأطفال.
تأثرت الظاهرة بعوامل عدة:
- الطبقية والفقر: تُستغل العائلات الفقيرة التي لا تملك الموارد لحماية أطفالها.
- ضعف التعليم: انتشار الأمية وضعف التوعية يعززان قبول هذه الممارسات.
- غياب سيادة القانون: الحرب الطويلة وغياب استقرار الدولة أدّيا إلى ضعف مؤسسات العدالة وعدم معاقبة المتورطين في هذه الممارسات.

آثار الباشابازي على الضحايا والمجتمع:
- الآثار النفسية والجسدية: الأطفال المتورطون يعانون من صدمات نفسية عميقة، واضطرابات مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. قد يتعرضون أيضًا للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
- الانعكاسات الاجتماعية: تعزيز ظاهرة الباشابازي يساهم في نشر ثقافة التطبيع مع استغلال الأطفال، مما يضعف النسيج الأخلاقي والاجتماعي.
- التأثير القانوني: استمرار هذه الظاهرة يكشف ضعف قدرة الحكومة الأفغانية على تطبيق القوانين وحماية حقوق الأطفال.

الجهود المبذولة لمكافحة الظاهرة:
1. القوانين والتشريعات: في عام 2017، صادقت الحكومة الأفغانية على قانون يجرّم ممارسة الباشابازي ويعاقب المتورطين فيها، سواء كانوا من الجناة أو المتواطئين. ومع ذلك، فإن التنفيذ لا يزال يواجه تحديات كبيرة بسبب الفساد وضعف الأجهزة القضائية.
2. التوعية المجتمعية: تعمل بعض المنظمات المحلية والدولية على نشر الوعي حول خطورة هذه الظاهرة من خلال حملات توعية تستهدف المجتمعات المحلية.
3. برامج دعم الأطفال: يتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للضحايا من خلال مراكز إعادة التأهيل، بهدف مساعدتهم على تجاوز الصدمات وبناء مستقبل أفضل.
4. التعاون الدولي: تعاونت الحكومة الأفغانية مع منظمات مثل الأمم المتحدة واليونيسيف للتصدي لهذه الظاهرة، مع التركيز على حماية حقوق الأطفال وتعزيز التعليم.

التحديات التي تعرقل الجهود:
- الفساد: يؤدي الفساد المنتشر في المؤسسات الحكومية إلى حماية بعض المتورطين.
- الخوف من الانتقام: تخشى العديد من العائلات الإبلاغ عن المتورطين خوفًا من الانتقام.
- العادات والتقاليد: تعزز بعض العادات القبلية قبول هذه الممارسات أو التستر عليها.

الحلول الممكنة:
1. تعزيز سيادة القانون: يجب إنشاء نظام عدالة قوي ومستقل قادر على محاسبة المتورطين في استغلال الأطفال.
2. التعليم والتوعية: الاستثمار في التعليم، خاصة في المناطق الريفية، لتغيير المعتقدات التي تُسهم في استمرار الظاهرة.
3. تمكين العائلات الفقيرة: تقديم الدعم الاقتصادي للعائلات الأكثر عرضة للاستغلال يساعد على حماية الأطفال.
4. إشراك المجتمع: يجب أن يكون للمجتمع المحلي دور في رفض هذه الممارسات من خلال حملات يقودها زعماء دينيون وقبليون.
5. تعزيز الرقابة الدولية: الضغط الدولي يمكن أن يساعد في محاسبة الحكومة الأفغانية وضمان التزامها بمكافحة الظاهرة.

الخاتمة
الباشابازي ليست مجرد ممارسة ثقافية بل هي انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وكرامة الأطفال. القضاء على هذه الظاهرة يتطلب تضافر جهود محلية ودولية، مع التركيز على بناء نظام اجتماعي وتعليمي يحمي الأطفال ويؤمن لهم حياة كريمة. يجب أن يصبح رفض هذه الممارسة جزءًا من الثقافة الأفغانية الجديدة لضمان مستقبل أكثر أمانًا وعدالة للأجيال القادمة.

🟡 على حافة الحياة (قصة قصيرة)

.

على حافة الحياة

.

جلس "ياسين" على صخرة ملساء تطل على البحر الهائج، يتأمل الأمواج التي تضرب الشاطئ بعنف. السماء ملبدة بالغيوم، ورياح الشتاء تعصف بشعره المتناثر. كان البحر أمامه أشبه بمرآة تعكس اضطراب روحه.
في قريته الصغيرة، لم يعد للحياة طعم. البطالة تمتص أحلامه، والفقر يحاصر عائلته. كان يحلم، مثل كثيرين، بالخروج من هذا الجحيم إلى فردوس أوروبا. فرنسا أو إيطاليا، لا يهم. المهم أن يجد مكانًا يبني فيه مستقبله.
في تلك الليلة، اجتمع ياسين مع مجموعة من الشباب في كوخ صغير. تحدثوا عن المهرب الذي وعدهم برحلة آمنة، وعن القارب الذي سينقلهم عبر البحر. "إنه خطر، لكن الحياة هنا خطر أكبر"، قال أحدهم. هز ياسين رأسه، وقد قرر أن يأخذ هذه الفرصة، مهما كانت العواقب.
بعد يومين، كان القارب ينتظر عند خليج صغير. كان الظلام يغطي المكان، والماء يبدو أسود كالحبر. صعد ياسين مع الآخرين، متشبثًا بحلمه. بدأ القارب يبتعد، والبر الذي يعرفه يصبح نقطة صغيرة خلفه.
لكن البحر لم يكن رحيمًا. فجأة، اشتدت الأمواج، وبدأ القارب يتمايل بشكل خطير. أصوات الصراخ والذعر ملأت الأرجاء. شعر ياسين بأن حلمه يتحول إلى كابوس. "ليس الآن... ليس الٱن..." صرخ بهستيريا وهو يمسك بحافة القارب بقوة.
استفاق ياسين على شاطئ غريب، وهو مبلل تمامًا. أنقذته إحدى سفن الإغاثة بعد انقلاب القارب. وجد نفسه في مركز احتجاز للمهاجرين في إيطاليا. هناك، أدرك أن أوروبا ليست الجنة التي تصورها. كان عليه أن يواجه قوانين الهجرة، نظرات الناس، والواقع القاسي لكونه غريبًا بلا أوراق.
لكن ياسين لم يفقد الأمل. قرر أن يقاتل، أن يتعلم اللغة، أن يبحث عن عمل. لم تكن الحياة سهلة، لكنها أعطته درسًا. البحر الذي كان يعكس اضطراب روحه علمه أن النجاة ليست في الأحلام الكبيرة فقط، بل في القدرة على مواجهة الأمواج، مهما كانت عاتية.
.

🟡 سامية وجمال: حكاية أمّ وقلبها (قصة قصيرة)

.

سامية وجمال: حكاية أمّ وقلبها

.

في حيّ صغير يلفّه الهدوء صباحًا، كانت سامية تقف كل يوم عند باب بيتها، تمسك بيد ابنها جمال، ذي السّتّ سنوات، وتسير معه في الطريق إلى المدرسة. جمال، الطفل ذو العيون الواسعة والضحكة التي تشبه شروق الشمس، كان أغلى ما تملكه سامية في هذا العالم.
قبل خمسة عشر سنة، كانت سامية وزوجها يعيشان في صبر وأمل. أطباء كثيرون، دعوات لا تُحصى، ودموع سالت في صمت. ثم جاء اليوم الذي تغيّرت فيه حياتهما، يوم أخبرها الطبيب بأنها ستصبح أمًا.
حين وُلد جمال، شعرت سامية بأن العالم أصبح أكثر إشراقًا. لكنه لم يكن إشراقًا بلا قلق. قصص الاختطاف التي تسمعها عن الأطفال لم تدع قلبها يهدأ. كيف لا تخاف، وهي التي انتظرت هذا الطفل عقدًا كاملًا؟
كل صباح، كانت ترتدي ملابسها وتمسك بيد جمال الصغيرة في يدها، تسير به إلى المدرسة التي تبعد بضع شوارع فقط عن منزلهما. كان جمال يطلب أحيانًا أن يذهب وحده، مثل باقي الأطفال. لكن سامية كانت تبتسم وتقول: "عندما تكبر قليلًا، يا بني، سأدعك تمشي وحدك."
في الطريق، كانت تحكي له قصصًا عن الحيوانات، وتسأله عن أصدقائه ومعلّميه. وكانت تراقب وجوه المارّة بعينين يقظتين، وكأنها لبؤة تحمي شبلها.
ذات صباح، أثناء عودتها من المدرسة بعد أن ودّعت جمال عند الباب، توقفت سامية عند بائع الزهور. اشترت وردة بيضاء، وقبّلتها كما لو كانت تهديها لابنها البعيد. كانت الوردة رمزًا لصلاة صامتة، أن يبقى جمال في أمان، بعيدًا عن كل شرّ.
مرت السنوات، وكبر جمال، وبدأ يذهب إلى المدرسة وحده. لكن سامية، حتى بعدما صار شابًا، كانت تقف عند نافذة المنزل كل صباح، تراقب خطواته من بعيد. لم تكن المسافة التي يقطعها بجسده هو ما يقلقها، بل المسافة التي قد يبتعد فيها عن أمان قلبها.
في يوم من الأيام، عاد جمال إلى المنزل ومعه وردة بيضاء. قال لها بابتسامة: "أماه، هذه لكِ. لأني أعرف كم أحببتِ أن تكوني دائمًا قريبة مني."
حينها فقط، شعرت سامية أن هذا أحسن جزاء لخوفها عليه، وأن رحلتها اليومية معه كانت رحلة في أعماق الحبّ الذي لا ينتهي.
.

🔴 Bacha Bazi: Le phénomène, ses racines et les solutions possibles

Bacha Bazi: Le phénomène, ses racines et les solutions possibles . . Qu’est-ce que le Bacha Bazi ?   Le Bacha Bazi, qui signifie en persan «...