🟡 الطفل الذي لا يكبر (قصة قصيرة)

.

 الطفل الذي لا يكبر

.
في إحدى القرى الصغيرة، حيث الحياة هادئة والطبيعة تغمر المكان بجمالها، عاشت عائلة البدراني حياة بسيطة ومستقرة. كان لديهم إبن واحد يُدعى سامي، وُلد في ليلة قمرية مليئة بالنجوم المتلألئة. بدا سامي منذ ولادته طفلًا مختلفًا، فملامحه كانت تحمل براءة غير عادية ونورًا يلفت الأنظار.
كبر سامي عامًا بعد عام كبقية الأطفال، أو هكذا بدا في البداية. لكن حين بلغ الخامسة، توقفت ملامحه عن التغير.
كانت والدة سامي، ليلى، أول من لاحظ الأمر. في عيد ميلاد سامي الخامس، وقفت تتأمل صوره المعلقة على الجدران. كانت جميعها متشابهة، كأن الزمن قد توقف بالنسبة له.
قالت لزوجها أحمد: "ألا تلاحظ أن سامي لا يتغير؟ لقد بقي وجهه كما هو منذ سنوات."
حاول أحمد طمأنتها: "ربما هو مجرد تأخر طبيعي. الأطفال يختلفون."
لكن القلق تسلل إلى قلبيهما.
عندما بلغ سامي العاشرة، ولم يتغير شكله أو طوله أو صوته، قررت العائلة عرضه على الأطباء. أُجريت له عشرات الفحوصات والتحاليل، لكن النتائج كانت صادمة. لم يكن هناك أي خلل جسدي، ولا مرض وراثي يفسر حالته. كان جسده يعمل بشكل طبيعي، لكنه ببساطة توقف عن التقدم في العمر.
"هذه حالة نادرة جدًا... أو ربما غير مسبوقة،" قال أحد الأطباء بحيرة.
عادت العائلة إلى منزلها محمّلة بأسئلة كثيرة دون أيّ جواب.
في البداية، حاولت الأسرة إخفاء الأمر. لكن في قرية صغيرة كهذه، لا يمكن إخفاء الأشياء طويلًا. بدأ الناس يلاحظون أن سامي لم يتغير منذ سنوات. تساءل الجيران: "هل هذا سحر؟ أم لعنة؟"
تحولت النظرات الفضولية إلى همسات وشائعات. بعضهم ظن أن العائلة تخفي سرًّا مظلمًا، وآخرون ظنوا أن سامي هبة من السماء.
لم يكن سامي نفسه يدرك حجم الغرابة في حالته. كان مجرّد طفل يعيش حياته بمرح، لكنه شعر بالعزلة حين بدأ أصدقاؤه يكبرون ويلتحقون بالمدارس الثانوية، بينما ظل هو عالقًا في جسد طفل صغير.
عندما بلغ سامي العشرين – جسديًّا كان لا يزال كما في الخامسة من عمره – قرر أحمد وليلى البحث عن أي تفسير. سمعت العائلة عن شيخ عجوز حكئم يعيش في أعماق الجبال، يُقال إنه يعرف خبايا وأسرار الحياة.
سافروا أيامًا للوصول إليه. وعندما رأى الشيخ سامي، أطلق تنهيدة طويلة وقال: "لقد توقّعت قدومكم."
روى لهم الشيخ قصة قديمة عن "الأطفال النّورانيّين"، وهم أطفال يولدون بقدر خاص، لا يشيخون ولا يموتون إلا إذا اكتمل غرضهم في الحياة. "سامي ليس إنسانًا عاديًا. إنه يحمل رسالة، لكن لا أحد يعرف ماهيّتها. قد يكتشفها بنفسه وقد لا يكتشفها."
عادت العائلة إلى المنزل، لكنها لم تعد كما كانت. أصبحوا يتقبلون وضع سامي كجزء من حياتهم. بدلاً من الحزن على حالته، قرروا دعمه ليكتشف غايته في هذه الحياة.
سامي، رغم كل شيء، بدأ يلاحظ أن وجوده يحمل تأثيرًا عميقًا على من حوله. كان يلهم الناس بالفرح، ويمنحهم الأمل بوجهه الطفولي وضحكته البريئة. أدرك أنه ربما هذا هو قدره: أن يكون رمزًا للنقاء والبراءة في عالم يغرق بالهموم.
مع مرور العقود، أصبح سامي قصة تُروى في القرية وخارجها. لم يعرف أحد سرّه بالكامل، ولم يعرف هو نفسه متى سينتهي زمنه. لكنه عاش كل يوم كما لو كان الأخير، مُثبتًا أن العمر الحقيقي لا يُقاس بالسنوات، بل بما نتركه من أثر في قلوب الآخرين.
.

🟡 المقايضة الغامضة (قصة قصيرة)

.

 المقايضة الغامضة

.
في زاوية معتمة من السوق القديم، حيث تتداخل الروائح المختلفة من التوابل، والبخور، والعطور، وقف رجل غريب بجانب عربة خشبية صغيرة. بدا الرجل وكأنه خرج من زمن بعيد، يرتدي معطفًا طويلًا باهت اللون وقبعة عريضة تُخفي ملامحه. لم يكن أحد يعرف إسمه، لكنه كان يُعرف في أرجاء المدينة بـ"بائع المعجزات".
عُرفت عربة الرجل بمظهرها الغريب؛ خشبها القديم محفور عليه رموز غامضة، تتوهج أحيانًا بضوء باهت كما لو أنها حيّة. خلف العربة، رُصّت صناديق صغيرة مغطّاة بأقمشة سوداء. على لوح خشبي مُهترئ أمامه، كُتب بخط يد مرتجف: "أشياء لا تُقدّر بثمن مقابل شيء لا يُقال".
لم يكن أحد يعرف طبيعة تلك "الأشياء" التي يقدمها، لكن القصص عنه كانت تنتشر كالنار في الهشيم.
في صباح يوم رمادي ثقيل، تقدمت فتاة تُدعى ليلى نحو عربة البائع. كانت ليلى فتاة طموحة تعيش حياة متواضعة وتعمل بائعة زهور. لكن قلبها كان مُثقلًا بحزن عميق؛ فقد أُصيبت والدتها بمرض خطير، ولم يكن لدى ليلى المال لعلاجها.
وقفت أمام البائع، تحاول استجماع شجاعتها. رفع الرجل رأسه ببطء، وعيناه كأنهما حُفرتان مظلمتان لا قاع لهما. قال بصوت هادئ لكنه يحمل ثقلًا غامضًا: "أنتِ تبحثين عن أمل."
ارتجفت ليلى، لكنها أومأت برأسها. أشار الرجل إلى صندوق صغير يغطّيه قماش سميك أسود. "في هذا الصندوق علاج لوالدتك. ولكن المقايضة ليست بالمال."
ترددت ليلى، لكنها وافقت. شعرت بوخز خفيف في معصمها عند توقيعها اتفاقًا غامضًا كتبه الرجل بلغة لم تفهمها. أعطاها الصندوق، وعادت به إلى المنزل.
داخل الصندوق، وجدت ليلى زجاجة صغيرة تحتوي على سائل بلون الفضة لا رائحة له. لم تكن تعرف كيف تستخدمه، لكنها صبّته في كوب وقدّمته لوالدتها. في غضون دقائق، إستعاد وجه والدتها نضارته، وعادت تتنفس بسهولة كما لو أن المرض لم يكن موجودًا.
لكن الفرحة لم تدم طويلًا. ففي صباح اليوم التالي، إستيقظت ليلى لتجد أنها فقدت القدرة على الكلام. صراخها لم يُسمع، وكلماتها تحوّلت إلى فراغ.
مع مرور الأيام، بدأت ليلى بمراقبة البائع عن بعد. إكتشفت أن من يتعامل معه يفقد شيئًا غاليًا لديه: صوت، ذاكرة، أو حتى عاطفة معينة. لم يكن أحد يعرف كيف يختار البائع ما يأخذه، لكنه دائمًا يختار شيئًا لا يقدّره الشخص في البداية، لكنه يصبح جوهريًا فيما بعد.
حاولت ليلى إستعادة صوتها. ذهبت إليه مرة أخرى، لكنه رفض. "المقايضات لا تُلغى،" قال لها. لكن عينيه كانتا تحملان نظرة حزن، كما لو أنّه لا يستمتع بما يفعل.
في يوم عاصف، قرّر شاب مغامر يُدعى عادل مواجهة البائع. كان عادل قد فقد ذكرياته عن حبه الأول بعد أن أخذ منه البائع "ذكرى ثمينة" مقابل قوة خارقة.
"لماذا تفعل هذا؟" سأله عادل بغضب.
تنهّد البائع وأجاب بصوت خافت: "أنا أسير لعنة قديمة. أُجبرت على تقديم هذه المقايضات لجمع أرواح الأشياء التي لا تُقدّر بثمن. عندما يصل الصندوق الأخير إلى الاكتمال، أستطيع أن أتحرر."
أثار هذا الكلام فضول عادل، لكنه لم يستطع معرفة المزيد؛ فقد إختفى البائع وسط ضباب كثيف.
ظل السوق يروي قصص البائع الغامض، وظلّ الناس يتردّدون بين الخوف والرغبة. هل يستحق الأمر المقايضة فعلاً؟ وهل سيأتي يوم يُكشف فيه سرّ البائع؟
ربما كانت الإجابة مخفية داخل أحد صناديقه الغامضة، في إنتظار من يمتلك الشجاعة لكسر القواعد.
.

⚫ نحن غبار النجوم - خمسون قصيدة هايكو (شعر)

 نحن غبار النجوم 

- خمسون قصيدة هايكو -




1.
نجم بعيد،
يشعل ظلمة الفضاء،
صوت الصمت.

2.
مجرة تدور،
رقصة أبدية،
لا تنتهي.

3.
شهب في الليل،
رسمٌ سريع يذوب،
على صفحة السماء.

4.
ثقب عميق،
يبتلع الضوء بعيدًا،
سرٌ أزلي.

5. السماء صامتة،
لكنها تهمس دومًا،
بأننا جزء منها.

6. زهرة تنمو،
من شقوق حجر بارد،
إرادة الحياة.

7. طفل يضحك،
الدهر يتوقف لحظة،
براءة الكون.

8. ظل شجرة،
ملجأ لتعب العابرين،
راحة صغيرة.

9. حلم الإنسان،
يجوب الأرض والسماء،
لا حدود له.

10. مسار طويل،
يبدأ بخطوة واحدة،
صبر الحياة المعتاد.

11. أوراق خريف،
ورقصات الريح تروي،
قصص الأشجار.

12. قمر كامل،
مرآة السماء الليلية،
في صمت منير.

13. نهر يجري خفيفا،
يعانق الصخور بلطف،
أنشودة الزمن.

14. جبل بعيد،
يحتضن الغيوم بحب،
عظمة الطبيعة.

15. غابة عميقة،
أصوات العصافير فيها،
لحن الحياة.

16. بحر واسع،
يحتضن القمر ليلاً،
سرٌ قديم متجدّد.

17. شجرة وحيدة،
تحت قبة السماء،
قوة الصّمود.

18. نجمة تسقط،
تضيء الأفق للحظة،
ثم تختفي.

19. موجة تهدأ،
قبل أن تنادي أخرى،
دورة بلا نهاية.

20. قطرات ندى،
تعكس الكون صباحًا،
سحر صغير.

21. حياة قصيرة،
لكنها كالبرق تمرّ،
مليئة بالضّوء.

22. الريح تغني،
للوادي المهجور،
نغمة الحرية.

23. في حضن الليل،
تتحدث النجوم بصمت،
عن أسرار الكون.

24. شمس المغيب،
تنسج خيوط الذهب،
فوق صفحة الماء.

25. زهرة تتفتح،
في أول شعاع صبح،
في أمل جديد.

26. خطوات وحيدة،
على الرمل المنسي،
تعود للبحر.

27. في حضن الغيم،
تبحث الطيور عن بيت،
بين الٱفاق.

28. جبل شامخ،
يحتضن الأحلام صمتًا،
لا يخبر أحدًا.

29. زهرة بريّة،
تنمو رغم الرياح،
حياة بسيطة.

30. نهر صامت،
يحمل أسرار الأرض،
دون أن يفشيها.

31. لحظة وداع،
تحملها الريح بعيدًا،
نحو الأفق.

32. صباح جديد،
كل شيء يعيد نفسه،
لكن برؤية أخرى.

33. صوت المطر،
ينقش على الزجاج،
حكايات شتاء.

34. أنفاس الحياة،
مختبئة بين الزهور،
تتجدد دائمًا.

35. ربيع هادئ،
تتفتح الأزهار فيه،
كأنها تحلم.

36. القمر يسطع،
ليل بلا نهاية،
مرآة الماء.

37. شجرة عملاقة،
تحضن العصافير بحبّ،
كأنها أمّ.

38. سراب بعيد،
يروي العطش بنظرة،
ثم يختفي.

39. بين الجبال،
صدى يغني وحده،
صوت الحياة.

40. نجم صغير،
يضيء الكون الواسع،
بكل قوة.

41. الزمن يمضي،
لكنه يترك أثرًا،
على كل شيء.

42. دائرة الكون الممتدّ،
لا بداية لها،
ولا نهاية.

43. في ضوء الفجر،
يرسم الزمن حكاية،
على الرمال.

44. ليلة مظلمة،
لكنها تحمل أملًا،
بنجم جديد.

45. دورة الأيام،
تعلمنا كيف نعيش،
في كل لحظة.

46. الريح تعوي،
تعانق الغابة خوفًا،
من الوحدة.

47. الشلال يسقط،
لكن لا ينتهي أبدًا،
جمال التكرار.

48. تحت القمر،
الأرض تنام بهدوء،
رغم الضجيج.

49. في حضن الليل،
يتنفس الكون حلمًا،
ينتظر الصباح.

50. زهرة بسيطة،
تعلم الإنسان حبًا،
لا يزول.

.


🔴 Bacha Bazi: Le phénomène, ses racines et les solutions possibles

Bacha Bazi: Le phénomène, ses racines et les solutions possibles . . Qu’est-ce que le Bacha Bazi ?   Le Bacha Bazi, qui signifie en persan «...