🔴 قوانين إشنونا: تاريخها، محتواها، وتأثيرها على تاريخ القانون

قوانين إشنونا: تاريخها، محتواها، وتأثيرها على تاريخ القانون

.



.


### **1. التعريف والتاريخ:**  

قوانين إشنونا Eshnunna هي واحدة من أقدم المدونات القانونية في بلاد ما بين النهرين، تعود إلى مملكة إشنونا (تقع شمال بابل، في العراق حاليًا). صدرت حوالي عام **1930 ق.م** (خلال عصر فجر السلالات)، أي قبل شريعة حمورابي بحوالي **150–200 عام**.  

- **صاحبها**: يُعتقد أنها كُتبت في عهد الملك **بيلالاما** أو الملك **دادوشا**، حكام إشنونا.  

- **اللغة**: كُتبت باللغة الأكَّادية، لكن بحروف مسمارية سومرية، مما يعكس مرحلة انتقالية ثقافية.  

- **الاكتشاف**: عُثر على ألواحها في موقع **تل حرمل** (قرب بغداد) عامي **1945 و1947**.  


---


### **2. محتوى القوانين:**  

تضم حوالي **60 مادة قانونية** (بعضها مفقود)، وتغطي مواضيع مثل:  

- **الجنايات**:  

  - معاقبة جرائم القتل والسرقة والاعتداء، مع فرض **غرامات مالية** بدلًا من العقوبات الجسدية في معظم الحالات.  

  - مثال: المادة 24 تنص على دفع **40 شيقل فضة** كتعويض عن قتل شخص حر.  

- **المسائل المدنية**:  

  - تنظيم عقود الزواج والطلاق وحضانة الأطفال.  

  - تحديد أسعار السلع الأساسية (مثل الشعير والزيت) وأجور العمال، مما يُظهر اهتمامًا بالاقتصاد.  

- **قضايا الملكية**:  

  - معاقبة سرقة الماشية أو إتلاف الممتلكات.  

  - مثال: المادة 53 تفرض غرامة على من يسبب بموت ثور بقرن ثور آخر!  


---


### **3. الخصائص البارزة:**  

- **التركيز على التعويض المالي**: مثلت بداية تحوُّل من ثقافة الانتقام الجسدي إلى نظام تعويضات ممنهج.  

- **الواقعية الاقتصادية**: حددت أسعارًا ثابتة للسلع والخدمات، مثل أجور استئجار القوارب أو الحيوانات.  

- **التمييز الطبقي**: فرضت عقوبات مختلفة بين الأحرار والعبيد، لكن بدرجة أقل قسوة من شريعة حمورابي.  

- **الربط بين القانون والدين**: نُسبت الشرعية القانونية لإرادة الآلهة، خاصة إله المدينة **تيشباك**.  


---


### **4. التأثير على تاريخ القانون العالمي:**  

- **جسر بين السومريين والبابليين**: مثلت حلقة وصل بين شريعة أورنمو السومرية (2100 ق.م) وشريعة حمورابي البابلية (1755 ق.م).  

- **إلهام لحمورابي**: استفادت شريعة حمورابي من العديد من مواد قوانين إشنونا، خاصة في مجال التعويضات المالية وتنظيم التجارة.  

- **نموذج للتشريع المدني**: ساهمت في ترسيخ فكرة **القانون كأداة لضبط المجتمع**، بعيدًا عن العرف الشفهي.  

- **التأثير غير المباشر على الشرق الأدنى**: انتقلت مبادئها عبر الحضارات المجاورة إلى الفينيقيين والعبرانيين، وربما أثرت على قوانين التوراة.  


---


### **5. مقارنة مع شرائع أخرى:**  

| **الجانب**         | **قوانين إشنونا**          | **شريعة حمورابي**          |  

|---------------------|----------------------------|----------------------------|  

| **التاريخ**         | ~1930 ق.م                  | ~1755 ق.م                  |  

| **اللغة**           | أكَّادية بحروف سومرية     | أكَّادية بحروف مسمارية    |  

| **العقوبات**        | غرامات مالية غالبًا       | قصاص جسدي ("العين بالعين")|  

| **الهدف**           | تنظيم الحياة اليومية      | تعزيز شرعية الملك         |  


---


### **6. ملاحظات مهمة:**  

- **ليست مدوَّنة كاملة**: اكتُشف جزء من موادها، وقد تكون القوانين الأصلية أكثر تفصيلًا.  

- **سبقتها قوانين أخرى**: مثل إصلاحات أوركاجينا (2350 ق.م) في لجش، لكنها أكثر تطورًا.  

- **دورها في التاريخ القانوني**: تُعتبر خطوة حاسمة في تطور القانون من الأعراف الشفهية إلى النصوص المكتوبة المنظمة.  


---


### **ختامًا:**  

قوانين إشنونا تمثل **مرحلة متقدمة في تطور التشريع البشري**، حيث جمعت بين التنظيم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، وأرسَت أساسًا استندت إليه الحضارات اللاحقة. رغم أنها أقل شهرة من شريعة حمورابي، إلا أنها كانت لَبِنة حيوية في صرح تاريخ القانون العالمي.

🔴 شريعة أورنمو: تاريخها، محتواها، وتأثيرها على تاريخ القانون

شريعة أورنمو: تاريخها، محتواها، وتأثيرها على تاريخ القانون

.



.

**1. التعريف والتاريخ:**  

شريعة أورنمو Ur-Nammu هي أقدم مدونة قانونية مكتوبة مكتشفة حتى الآن، تعود إلى الحضارة السومرية في بلاد ما بين النهرين (العراق حاليًا). صدرت في عهد الملك أورنمو (حكم حوالي 2112–2095 ق.م)، مؤسس سلالة أور الثالثة، وكُتبت باللغة السومرية. تم اكتشاف أجزاء منها في مدينة "نيبور" السومرية عام 1952، وتعود إلى حوالي 2100–2050 ق.م، أي أقدم من شريعة حمورابي بحوالي ثلاثة قرون.  


---


**2. محتوى الشريعة:**  

- تضم 57 مادة قانونية باقية (من أصل قد يصل إلى 40-50 مادة إضافية مفقودة)، وتغطي مواضيع مثل:  

  - الجنايات: معاقبة جرائم مثل القتل والسرقة والاعتداء.  

  - العلاقات الاجتماعية: تنظيم الزواج والطلاق وحقوق النساء والأطفال.  

  - الاقتصاد: تحديد أجور العمال وتعويضات الأضرار الزراعية.  

  - العقوبات: اعتماد نظام **تعويض مالي** بدلًا من العقوبات الجسدية (مثل "العين بالعين")، مما يجعلها أقل قسوة من شريعة حمورابي.  

  - **مثال**: المادة 1 تنص على تعويض قدره **15 شيقل فضة** لمن يقتل عبدًا لآخر.  


---


**3. الخصائص البارزة:**  

- **التركيز على العدالة الاجتماعية**: تضمنت حماية للفقراء والأرامل والأيتام.  

- **الربط بين الدين والقانون**: قدم أورنمو نفسه كممثل لإرادة الآلهة (خاصة الإله نانا، إله القمر).  

- **التنظيم البيروقراطي**: ركزت على إدارة الدولة وتنظيم الزراعة والتجارة.  


---


**4. التأثير على تاريخ القانون العالمي:**  

- **الأولوية الزمنية**: تعتبر نقطة البداية لتطور فكرة **القانون المدون**، مما أثر على الشرائع اللاحقة مثل **شريعة لبت-إشتار** (1930 ق.م) و**شريعة حمورابي** (1755 ق.م).  

- **نموذج للشرائع القديمة**: قدمت هيكلًا قانونيًا اعتمدت عليه حضارات بلاد ما بين النهرين في صياغة قوانينها.  

- **الإرث الإنساني**: ساهمت في ترسيخ مبدأ **المساواة النسبية أمام القانون**، رغم اختلاف العقوبات بين الطبقات.  

- **التأثير غير المباشر**: ربما ألهمت الفكر القانوني في الشرق الأدنى القديم، الذي انتقل لاحقًا إلى الحضارات المتوسطية عبر التبادل الثقافي.  


---


**5. مقارنة مع شريعة حمورابي:**  

- **العقوبات**: شريعة أورنمو تعتمد على **الغرامات المالية**، بينما شريعة حمورابي اشتهرت بمبدأ **القصاص الجسدي**.  

- **اللغة**: كُتبت أورنمو بالسومرية (لغة مقدسة)، بينما كُتبت حمورابي بالأكدية (لغة الحياة اليومية).  

- **الهدف**: ركزت أورنمو على **تنظيم الدولة**، بينما حمورابي اهتمت **بإبراز عدالة الملك**.  


---


**6. ملاحظات مهمة:**  

- **ليست كاملة**: معظم ألواحها مفقودة، واكتُشف جزء صغير منها.  

- **سبقتها قوانين أخرى**: يُعتقد أن **إصلاحات أوركاجينا** (2350 ق.م) في مدينة لجش كانت محاولة مبكرة لإقرار العدالة، لكنها لم تُدوَّن كمدونة مفصلة.  

- **رمزية الحكم**: مثلت الشريعة أداة لتعزيز شرعية حكم أورنمو كـ"ملك العدالة".  


---


**ختامًا:**  

شريعة أورنمو تمثل **اللبنة الأولى** في تاريخ التشريع البشري، حيث حوَّلت الأعراف الشفهية إلى قوانين مكتوبة ومنظمة، مما مهَّد الطريق لتطور الأنظمة القانونية في الحضارات اللاحقة. رغم أن شهرتها أقل من شريعة حمورابي، إلا أنها تُظهِر تطورًا مبكرًا لفكرة "سيادة القانون" كأداة لضبط المجتمع.

🔴 شريعة حمورابي: تاريخها، محتواها، وتأثيرها على تاريخ القانون

شريعة حمورابي: تاريخها، محتواها، وتأثيرها على تاريخ القانون

.



.

1. التعريف والتاريخ:

شريعة حمورابي Hammurabi هي واحدة من أقدم المدونات القانونية المكتوبة في التاريخ، تعود إلى الحضارة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين (العراق حاليًا). صدرت في عهد الملك حمورابي (حكم من 1792 إلى 1750 ق.م تقريبًا)، ووُضعت حوالي عام 1755 ق.م. نُقشت على مسلة من حجر الديوريت الأسود، واكتُشفت في سوسة (إيران حاليًا) عام 1901، وهي معروضة الآن في متحف اللوفر بباريس.


2. محتوى الشريعة:

* تحتوي على 282 مادة قانونية تغطي مواضيع مثل:  

  - العدالة الجنائية (مبدأ "العين بالعين والسن بالسن" للجرائم بين الأفراد المتساوين في الطبقة).  

  - التجارة والزراعة (تنظيم الأسعار، وأجور العمال، ومسؤولية المقاولين).  

  - الأسرة والميراث (حقوق الزواج، الطلاق، وحماية النساء والأطفال).  

  - الطبقات الاجتماعية (تمييز في العقوبات بين النبلاء والعوام والعبيد).  


* مثال شهير: المادة 229 تنص على أن من يبني منزلًا ينهار ويقتل صاحبه يُعدم، بينما إذا قتل ابن صاحب المنزل، يُعدم إبن الباني!


3. الخصائص البارزة:

- التدوين العلني: نُشرت القوانين على مسلة ليعرفها الجميع، مما قلل من تعسف الحكام.  

- الربط بين الدين والقانون: قدم حمورابي نفسه كمختار من الآلهة (خاصة إله الشمس شمش) لتحقيق العدالة.  

- العدالة النسبية: رغم قسوة بعض العقوبات، راعت الظروف الاجتماعية والاقتصادية.


4. التأثير على تاريخ القانون العالمي:

- إرث بلاد ما بين النهرين: أثرت على الشرائع اللاحقة مثل القانون الآشوري والقانون العبري (خاصة في التوراة، كقانون "العين بالعين").  

- فكرة التدوين: كانت خطوة رائدة في تحويل العرف الشفهي إلى قوانين مكتوبة، مما عزز الشفافية والاستقرار الاجتماعي.  

- الإلهام للحضارات اللاحقة: رغم عدم اتصال مباشر مع القانون الروماني، إلا أن مبدأ "سيادة القانون" الذي تجسده الشريعة ترك أثرًا غير مباشر على تطور الفكر القانوني الغربي.  


5. ملاحظات مهمة:

- شريعة حمورابي ليست الأولى تمامًا، إذ سبقتها مدونات مثل "شريعة أورنمو" (السومرية، 2100 ق.م) و"قوانين إشنونا" (1930 ق.م)، لكن شريعة حمورابي هي الأكثر اكتمالًا.  

- رمزية أكثر من تطبيق عملي: يُعتقد أن بعض القوانين كانت تُستخدم لدعم شرعية الملك أكثر من كونها نصوصًا عملية.  


ختامًا:

شريعة حمورابي تمثل نقطة تحول في تاريخ البشرية نحو تأسيس أنظمة قانونية منظمة، مما أرسى أسسًا لفكرة العدالة المدونة التي استمدت منها الحضارات اللاحقة مبادئها، مما يجعلها إرثًا إنسانيًا لا يُنسى.



.

🔴 Bacha Bazi: Le phénomène, ses racines et les solutions possibles

Bacha Bazi: Le phénomène, ses racines et les solutions possibles . . Qu’est-ce que le Bacha Bazi ?   Le Bacha Bazi, qui signifie en persan «...